mercredi 6 janvier 2010

الغلام المؤمن والساحر

الغلام المؤمن والساحر

عن صهيب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
(كان ملك فيمن كان قبلكم ، وكان لـه ساحر ، فلما كبر الساحر ، قال للملك ، إني قد كبرت فأبعث إلىّ غلاماً أعلمه السحر ، فبعث إليه غلاماً يعلمه ، فكان في طريقه إذا سلك راهب ، فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه ، فكان إذا أتى الساحر مرّ بالراهب وقعد إليه ، فإذا أتى الساحر ضربه ، فشكا ذلك إلى الراهب ، فقال : إذا خشيت الساحر فقل : حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل : حبسني الساحر)

الغلام والأفعى

(بينما الغلام سائر إذ رأى دابة عظيمة "أفعى" قد حبست الناس) .
الغلام (يخاطب نفسه) : اليوم أعلم ، الساحر أفضل أم الراهب ؟
الغلام (يأخذ حجراً) : اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فأقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس . (يرمي الغلام الدابة فيقتلها ويمضي الناس) ، ( يأتي الغلام الراهب فيخبره) .
الراهب (متعجباً) : أي بني أنت اليوم أفضل مني ، قد بلغ من أمرك ما أرى ، وإنك ستبتلى ، فإن ابتليت فلا تدل عليّ .
الغلام يبرئ الأكمه ( الأعمى ) والأبرص) ويداوي الناس من سائر الأدواء (الأمراض) .

الغلام والأعمى

(يسمع جليس للملك كان قد عمي ، فيقدم للغلام هدايا كثيرة)
الأعمى (راجياً) : كل هذه الهدايا لك إن أنت شفيتني .
الغلام (مرشداً) : إني لا أشفي أحد ، إنما يشفي الله تعالى ، فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك .
(يؤمن الأعمى فيشفيه الله تعالى) .
( يأتي الجليس إلى الملك ، فيجلس إليه كما كان يجلس) .
الملك (متعجباً) : من ردَّ عليك بصرك ؟
الجليس ( في فرح) : ربي .
الملك ( منكراً) : أو لك رب غيري .
الجليس ( في فرح) : ربي وربك الله .
(يأخذه الملك فلم يزل يعذبه حتى يدل على الغلام فيؤتي بالغلام) .
الملك ( مهدداً) : أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص ، وتفعل وتفعل .
الغلام : إني لا أشفي أحداً ، إنما يشفي الله تعالى .
تعذيب من آمن

(يأخذ الملك الغلام ، فلا يزال يعذبه حتى دل على الراهب ، فجيئ بالراهب فقيل له : إرجع عن دينك فيأبى ، فيدعو الملك بالمنشار ، فيضع المنشار في مفرق رأسه فيشقه به حتى يقع شقاه على الأرض) .
ثم يجيئ بجليس الملك ، فقيل له : إرجع عن دينك فيأبى ، فيضع المنشار في مفرق رأسه فيشقه به حتى وقع شقاه ।

الغلام يعذب

(يؤتى بالغلام ، فيقال له : إرجع عن دينك ، فيأبى
1- فيدفعه الملك إلى نفر من أصحابه)
الملك (غاضباً) : إذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به إلى الجبل فإذا بلغتم ذروته ، فإن رجع عن دينه ، والا فاطرحوه
(يذهبون بالغلام ، ويصعدون به الجبل)
الغلام ( داعياً عليم : اللهم أكفينهم بما شئت
( يرجف بهم الجبل فيسقطون ويجيئ الغلام يمشي إلى الملك )
الملك ( في حيرة ودهشة) : ما فعل أصحابك ؟
الغلام ( في شجاعة وإيمان) : كفانيهم الله تعالى
2- ( يدفعه الملك إلى نفر من أصحابه)
الملك : أذهبوا به فأحملوه في قرقورة ( زورق) وتوسطوا به البحر ، فإن رجع عن دينه ، وإلا فأقذفوه ( يذهبون بالغلام)
الغلام (داعياً) : اللهم أكفينهم بما شئت
( تنكفئ بهم السفينة فيغرقون . ويجيئ الغلام إلى الملك يمشي )
الملك ( في قهر وخذلان) : ما فعل أصحابك ؟
الغلام ( في طمأنينة وثبات) : كفانيهم الله تعالى
الغلام يضحي بنفسه
الغلام ( للملك) : إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به
الملك ( في عجز ويأس) : وما هو ؟
الغلام : تجمع الناس في صعيد واحد ، وتصلبني على جذع ، ثم خذ سهماً من كنانتي ، ثم ضع السم في كبد القوس ، ثم قل : ( بسم الله رب الغلام) ।ثم أرمني ، فإنك إذا فعلت ذلك تقتلني
يجمع الناس في صعيد واحد ، ويصلب الغلام على جذع ، ثم يأخذ الملك سهماً من كنانة الغلام ، ثم يضع السهم في كبد القوس ثم يقول : ( بسم الله الرحمن الرحيم الله رب الغلام) ثم يرميه ، فيقع السهم في صدغه ، فيضع يده في صدغه في موضع السهم ويموت
الناس ( يهتفون) : آمنا برب الغلام ، آمنا برب الغلام
(يجيئ الجند إلى الملك)
الجند (في أسف) : أرأيت ما كنت تحذر ؟ قد والله نزل بك حذرك ، قد آمن الناس
الملك (في تحفظ) : إحفروا الأخدود (الخنادق) بأفواه السكك وأضرموا فيها النيران ، ومن لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها (أطرحوه)
(الجند على أطراف الأخدود ، يعرضون الشعب المؤمن على النار ، ويعرضون عليهم أن يرجعوا عن دينهم ، فمن لم يرجع أوقعوه في النار )
على حافة النار إمرأة معها رضيع تخشى عليه فتتردد ، وتتقاعس أن تقع في النار
الرضيع (يقول) : يا أماه إصبري فإنك على الحق

إحتراق الكفار
قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ)
1- قال ابن جرير بعد ذكره قصة أصحاب الأخدود : وإنما قلت ذلك أولى التأويلين بالصواب للذي ذكرنا عن الربيع من العلة : وهو أن الله أخبر أن لهم عذاب الحريق مع عذاب جهنم ، ولو لم يكونوا أحرقوا في الدنيا لم يكن لقوله (ولهم عذاب الحريق) معنى مفهوم من إخباره أن لهم عذاب جهنم ، لأن عذاب جهنم هو عذاب الحريق مع سائر أنواع عذابهما في الآخرة

2- قال القرطبي في تفسير قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) : أي حرقوهم بالنار ، فلهم عذاب جهنم لكفرهم ، ولهم الحريق في الدنيا لإحراقهم المؤمنين بالنار
وقيل (جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ) أي ولهم في الآخرة عذاب زائد على عذاب كفرهم بما أحرقوا المؤمنين
3- ذكر المفسر الألوسي نقلاً عن ابن جرير وغيره : إن الله أرسل على المؤمنين ريحاً تقبض أرواحهم قبل الوصول إلى النار ، وأن النار خرجت فأحرقت الكفار الذين كانوا على حافتي الأخدود . ويدل على هذا قوله تعالى : ( قتل أصحاب الأخدود) ، وقوله تعالى : ( ولهم عذاب الحريق)

من فوائد القصة
1- كل مولود يولد على الفطرة ، فاقتضت الفطرة السليمة أن تكون مع الحق والخير دائماً وترفض الشر ، فوجهت الغلام نحو الخير حين سمع الحق من الراهب ونبذت الشر المتمثل في الساحر الكافر
2- لا بأس بالكذب للنجاة من كيد الكافرين عند الضرورة
3- علم الغلام بفطرته أن الحق مع الراهب ولكن أراد أن يقيم الحجة (مثل إبراهيم عليه السلام) حيث أقام الحجة على قومه
4- الدعاء إلى الله أن يظهر له الحق ويبين له وجه الصواب ويقطع الشك باليقين ، وهذا شأن المؤمن يلجأ إلى الله دائماً لحل مشاكله
5- إماطة الأذى عن الطريق وتخليص الناس من كرب وقعوا فيه ، مشروع ومطلوب يؤجر المسلم عليه ، كما صرحت بذلك الأحاديث
6- المؤمن الصادق هو الذي ينسب فعل الكرامة إلى الله وليس إلى نفسه
7- الاعتراف بالفضل ولو إلى غلام صغير : ( أي بني أنت اليوم أفضل مني)
8- كل من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ، وصدع بالحق لا بد من أن يبتلى ، وعليه بالصبر ، وله الأجر الكبير عند الله ، قال تعالى على لسان لقمان يوصي ولده (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) كل من أخطأ في تعبيره لا يترك في خطئه ، بل يبين له وجه الصواب ، لا سيما في عقيدة التوحيد ، فالغلام يقول للوزير : إني لا أشفي أحداً ، إنما يشفي الله تعالى ، وهذا مطابق لقول الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام : (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ
10- إن لله رجالاً أقوياء بإيمانهم ، فمهما عذبوا لا يرجعون عن دينهم ، ولا يرضون الطغاة بكلمة فيها ضعف أو كفر ، ولو حرقوا ، أو نشروا أو أغرقوا وهو الأفضل وقد أشار إليهم الله سبحانه وتعالى بقوله : (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) ، وقد سمح الله للمؤمن أن ينطق بالكفر إذا أكره عليه فقال سبحانه وتعالى : (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
11- لا بد لكلمة الحق أن تنتصر ، فالملك يعجز عن قتل الغلام ، ولا يتم له ذلك إلا بطريقة يرسمها الغلام للملك ، يعقبها إيمان الشعب وانحدار الملك ، ويتحقق قول الله تعالى : (وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
12- الغلام المؤمن يضحي بنفسه ليؤمن الناس ، وهذا شأن المؤمنين المخلصين يسعون لإنقاذ أمتهم ، ولو أدى ذلك إلى استشهادهم ، فهم إلى الجنة ذاهبون ، قال تعالى : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)
13- يثبت الله المؤمنين بالحجج البينات ، ويؤيد دينهم بالكرامات ، فهذا هو الرضيع ينطق (يا أماه إصبري فإنك على الحق) . والأم تستجيب لهذا الأمر ، وتلقي بنفسها مع طفلها صابرة محتسبة
14- مصير المؤمنين إلى الجنة بعد موتهم ، ومصير هؤلاء الكفار الحرق في الدنيا ، وعذاب جهنم في الآخرة
المصدر
1- شرح رياض الصالحين - باب الصبر - للامام المحدث النووي دار احياء الكتب العربية القاهرة
2- من بدائع القصص النبوي الصحيح
محمد بن جميل زينو

jeudi 11 juin 2009

انما يتقبل الله من المتقين

قال تعالى: انما يتقبل الله من المتقين

كان عبد الله بن المبارك يحج سنة ويغزو سنة فلما كانت السنة التى يحج فيها خرج بخمسمائة دينار الى موقف الجمال ليشترى جملا فرأى امرأة على بعض الطريق نتنف ريش بطة فتقدم اليها وسألها ماذا تفعلين؟ فقالت: يرحمك الله انا امرأة علوية ولى اربع بنات مات ابوهن من قريب وهذا اليوم الرابع ما اكلن شيئا وقد حلت لنا الميتة فأخذت هذه البطة اصلحها واحملها الى بناتى فقال عبد الله فى نفسه : ويحك يا ابن المبارك اين انت من هذه؟ فأعطاها عبد الله الدنانير التى كانت معه ورجع عبد الله الى بيته ولم يحج هذه السنة وقعد فى بيته حتى انتهى الناس من مناسك الحج وعادوا الى ديارهم فخرج عبد الله يتلقى جيرانه واصحابه فصار يقول الى كل واحد منهم : قبل الله حجتك وشكر سعيك فقالوا لعبد الله : وانت قبل الله حجتك وشكر سعيك انا قد اجتمعنا معك فى مكان كذا وكذا (اى اثناء تأدية مناسك الحج) واكثر الناس القول فى ذلك فبات عبد الله مفكرا فى ذلك فرأى عبد الله النبى فى المنام وهو يقول : يا عبد الله لا تتعجب فأنك اغثت ملهوفا فسألت الله عز وجل ان يخلق على صورتك ملكا يحج عنك

mardi 19 mai 2009

قصة رجلين من بني اسرائيل

قصة رجلين من بني اسرائيل
فقد ذكر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن رجلين من بني إسرائيل كانا متآخيين إلا أنهما يختلفان في العبادة ، فالأول مجتهد فيها ، يصلُ قيام الليل بصيام النهار ، لا يألو في الاستزادة منها .. يرى صاحبه مقصّراً ، بل مذنباً مصرّاً على المعاصي ، فيأمره بالعبادة ، وينهاه عن المعصية ، ولربّما وجده يوماً يشرب الخمر أو يرتكب معصية ، فنهاه عنها ، وهذا أمر يتصف به المسلم ، فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وهكذا الدعاة دائماً " كنتم خير أمة أُخرجتْ للناس ، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ... " .. " ولْتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ، ويامرون بالمعروف ، وينهَوْنَ عن المنكر " إلا أن الإنسان حين يتجاوز حدّه ويتألّى على الله فقد أساء إلى الذات الإلهيّة ، ووقع في غضب الله دون أن يدري ، فكانت عاقبته خسراً .إن العاصي حين أمره العابد أن يفعل الخير ، ونهاه عن المنكر قال له : " خَلّني وربي .. أبُعِثْتَ عليّ رقيباً ؟! " ... هنا نلحظ أمرين اثنين :1- فقد كان المذنب مصراً على الذنب ، عاكفاً عليه ، متبرّماً من متابعة العابد له بالنصح والمتابعة .2- وكان أسلوب العابد في النصح فظاً غليظاً أدّى إلى تحدّي العاصي له . والداعية الناجحُ هيّن ليّن ، رفيق بالمذنبين ، يعاملهم معاملة الطبيب الحاني مرضاه ، فيمسح عنهم تعبهم ، ويخفف عنهم آلامهم ، فيدخل إلى قلوبهم ، وينتزع منهم أوصابهم .....احتدّ العابد من إصرار العاصي على ذنبه ، فاندفع يُقسم : أنّ الله لن يغفر له ، ولن يرحمه ، ولن يُدخله الجنّةَ .... فيقبض الله روحيهما ، فاجتمعا عند رب العالمين ، ،، ويا خسارة من يغضب الله عليه ، إن العابد نزع عن الله صفة الرحمة ، وصفة الغفران ، حين أقسم أن الله لن يغفر للعاصي ... قال الله لهذا المجتهد : أكنتَ بي عالماً ؟ أو كنت على ما في يدي قادراً ؟ لأُخيّبَنّ ظنّك ، فأنا أفعل ما أشاء ... وقال للمذنب اذهب فادخل الجنّة برحمتي ... إن الناس جميعاً ، صالحَهم وطالحَهم ، عابدهم وعاصيهم ، لن يوفـّوا الله نعمه ، وحين يدخلون الجنّة يدخلونها برحمته . .. قالها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا له : حتى أنت يا رسول الله ؟ قال : " حتى أنا إلاّ أن يتغمدَنيَ اللهُ برحمته " وقال الله تعالى للآخر(للعابد) المتألّي على الله : اذهبوا به إلى النار ... لقد لفظ كلمة أهلكته فدخل النار ولم تنفعه عبادته
رياض الصالحين باب تحقير المسلمين الحديث/ 1210

jeudi 14 mai 2009

فكر قبل أن تعصي الله


فكر قبل أن تعصي الله

‏أتى رجل إبراهيم بن أدهم – رضي الله عنه – فقال : يا أبا إسحاق إني مسرف على نفسي ، فاعرض علىّ ما يكون لها زاجراً ومستنقذاً.
فقال إبراهيم: إن قبلت خمس خصال ، وقدرت عليها لم تضرك المعصية

قال: هات يا أبا إسحاق

قال: أما الأولى: فإذا أردت أن تعصي الله تعالى ، فلا تأكل من رزقة

قال: فمن أين آكل وكل ما في الأرض رزقه؟

قال: يا هذا! أفيحسن بك أن تأكل رزقه وتعصيه؟

قال: لا... هات الثانية

قال: وإذا أردت أن تعصيه فلا تسكن شيئاً من بلاده؟

قال: هذه أعظم ، فأين أسكن؟

قال: يا هذا! أفيحسن بك أن تأكل رزقه ، وتسكن بلاده ، وتعصية؟

قال: لا... هات الثالثة

قال: وإذا أردت أن تعصيه ، وأنت تأكل رزقه ، وتسكن بلاده ، فانظر موضعاً لا يراك فيه فاعصه فيه؟

قال: يا إبراهيم! ماهذا؟ وهو يطلع على ما في السرائر؟

قال: يا هذا! أفيحسن بك أن تأكل رزقه ، وتسكن بلاده ، وتعصيه وهو يراك ويعلم ما تجاهر به وما تكتم

قال: لا.. هات الرابعة

قال: فإذا جاءك الموت ليقبض روحك ، فقل له: أخرني حتى أتوب توبة نصوحاً ، وأعمل لله صالحاً

قال: لا يقبل مني؟

قال: يا هذا! فأنت إذا لم تقدر أن تدفع عنك الموت لتتوب ، وتعلم أنه إذا جاءك لم يكن له تأخير ، فكيف ترجو وجه الخلاص؟!

قال: هات الخامسة

قال: إذا جاءك الزبانية يوم القيامة ، ليأخذوك إلى النار ، فلا تذهب معهم؟

قال: إنهم لا يدعونني ، ولا يقبلون مني

قال: فكيف ترجو النجاء إذن؟

قال: يا إبراهيم ، حسبى ، حسبي ، أنا أستغفر الله وأتوب إليه

فكان لتوبته وفيّاً ، فلزم العبادة ، واجتنب المعاصي حتى فارق الدنيا

نابش القبــور

نابش القبــور
عن عبد الملك بن مروان أن شابا جاء إليه باكياً حزيناً فقال : يا أمير المؤمنين إني ارتكبت ذنباً عظيماً .. فهل لي من توبة؟
قال: وما ذنبك؟
قال: ذنبي عظيم
قال: وما هو ؟ تب الى الله - تعالى - فإنه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات
قال: ياأمير المؤمنين كنت أنبش القبور، وكنت أرى فيها أمورا عجيبة
قال: وما رأيت؟
قال: ياأمير المؤمنين نبشت ليلة قبراً فرأيت صاحبه قد حول وجهه عن القبلة فخفت منه وأردت الخروج واذا بقائل يقول في القبر: ألا تسأل عن الميت لماذا حول وجهه عن القبلة؟ فقلت لماذا حول؟ قال: لأنه كان مستخفا بالصلاة ، هذا جزاء مثله.
ثم نبشت قبراً آخر فرأيت صاحبه قد حول خنزيراً وقد شد بالسلاسل والأغلال في عنقه ، فخفت منه وأردت الخروج واذا بقائل يقول لي :ألا تسأل عن عمله لماذا يعذب؟ قلت : لماذا؟ قال : كان يشرب الخمر في الدنيا ومات على غير توبة
والثالث ياأمير المؤمنين نبشت قبراً فوجدت صاحبه قد شد بأوتار من نار وأخرج لسانه من قفاه، فخفت ورجعت وأردت الخروج فنوديت : ألا تسأل عن حاله لماذا ابتلي؟ فقلت : لماذا؟ فقال كان لا يتحرز من البول ، وكان ينقل الحديث بين الناس ، فهذا جزاء مثله
والرابع ياأمير المؤمنين نبشت قبرا فوجدت صاحبه قد اشتعل ناراً فقال : كان تاركا للصلاة
والخامس ياأمير المؤمنين نبشت قبراً فرأيته قد وسع على الميت مد البصر وفيه نور ساطع والميت نائم على سرير وقد أشرق وجهه وعليه ثياب حسنه فأخذني منه هيبة ، وأردت الخروج فقيل لي : هلا تسأل عن حاله لماذا أكرم بهذه الكرامة؟ فقلت : لماذا أكرم؟ فقيل لي : لأنه كان شابا طائعا نشأ في طاعة الله-عز وجل-وعبادته

فقال عبد الملك عند ذلك : إن في هذه لعبرة للعاصين وبشارة للطائعين
فالواجب على المبتلى بهذه المعايب المبادرة الى التوبة والطاعة ، جعلنا الله وإياكم من الطائعيين وجنبنا أعمال الفاسقين

dimanche 10 mai 2009

اسئلة معقدة يسألونها للشافعي بحضور الخليفة هارون الرشيد

اسئلة معقدة يسألونها للشافعي بحضور الخليفة هارون الرشيد
يحكى أن بعض فطاحل العلماء في العراق كانوا يحقدون على الإمام الشافعي رضي الله عنه , ويكيدون له لأنه كان متفوقا عليهم في العلم والحكمه وكان متربعا على قلوب أكثر الطلاب الذين أصبحوا يحرصون على مجالسته , لذا إتفق هؤلاء الحاقدين فيما بينهم على تحضير بعض الإسئله المعقده وفي إسلوب الألغاز ويسألونها للشافعي بحضور الخليفه هارون الرشيد الذي كان يحب الشافعي ويثني عليه كثيرا وبالفعل إجتمعوا في مجلس الخليفه وسألوا الامام الشافعي

السؤال 1 : ما قولك في رجل ذبح شاة في منزله ثم خرج لحاجة وعاد فقال لأهله : كلوا انتم الشاة فقد حرمت علي فقال أهله : هي حرام علينا أيضا ؟؟

أجاب الإمام الشافعي : إن هذا الرجل كان مشركا فذبح الشاة على إسم الأصنام وخرج من منزله لبعض المهمات فهداه الله تعالى للإسلام وأسلم فحرمت عليه الشاة وعندما علم أهله بإسلامه أسلموا أيضا فحرمت عليهم الشاة

السؤال 2 : شرب مسلمان عاقلان الخمر فأقيم على أحدهما الحد ولم يحد الأخر ؟؟

ج2 : إن احدهما كان بالغا والأخر صبيا

السؤال 3 : زنا خمسة رجال بإمرأه فوجب على أولهم القتل وثانيهم الرجم وثالثهم الجلد ورابعهم نصف الجلد وخامسهم لا شيء عليه ؟

ج3 :إستحل الأول الزنا فصار مرتدا فوجب عليه القتل وثانيهم كان محصنا ( متزوجا ) فوجب عليه الرجم والثالث كان أعزب والرابع كان عبدا والخامس مجنون

السؤال 4 : رجل صلى ولما سلم عن يمينه طلق زوجته ولما سلم على يساره بطلت صلاته ولما نظر إلى السماء دفع ألف درهم ؟؟

ج4 : لما سلم على يمينه رأى رجل كان متزوجا بأمرأة المصلي وغاب عنها وفي غيبته تزوجها المصلي فلما رأه طلقها ولما سلم عنيساره وجد على ثوبه نجاسه فبطلت صلاته ولما نظر إلى السماء رأى الهلال (( أول الشهر )) وكان عليه دين يستحق سداده بأول الشهر

السؤال 5 : كان إمام يصلي مع أربة رجال في مسجد فدخل عليهم رجل وصلى معهم وفي نهاية الصلاة وجب على الإمام القتل وعلى المصلين الأربعه بالجلد وعلى المسجد بالهدم ؟؟

ج5 : أن الرجل القادم كانت له زوجه فسافر وتركها في بيت أخيه فقتل الإمام أخ الرجل وأدعى ان المرأه زوجته فتزوج منها وشهد معه الرجال الأربعه وأن المسجد كان بيت الرجل فجعله الإمام مسجدا فوجب هدمه

السؤال 6 : ماقولك في رجل هرب عبده فقال : هو حر إن أكلت طعاما حتى أجده (( أي أقسم انه اذا اكل الطعام قبل ان يجد العبد فإن العبد حر )) فكيف المخرج للرجل ؟؟

ج6 : يهب الرجل العبد لأحد أبنائه ثم يأكل ثم إذا وجد العبد يسترد هبته من إبنه

السؤال 7 : لقى أمرأتان غلامين فقالتا : مرحبا يا بنينا وزوجينا وإبني زوجينا ؟

ج7 :إن الغلامين كانا إبني المرأتين فتزوجت كل واحده منهما بأبن الأخرى فكان الغلامين أبنيهما وزوجيهما وأبني زوجيهما

السؤال 8 : أخذ رجل قدح ماء ليشرب فشرب نصفه حلال وحرم عليه النصف الباقي ؟

ج8 : الرجل شرب نصف القدح ورعف (( اي خرج الدم من أنفه )) فسقط بعض من الدماء بالقدح واختلط مع الماء فصار محرما عليه

السؤال 9 : أعطى رجل كيسا لأمرأته كيسا مملوءا مختوما وطلب منا أن تفرغ ما بداخله دون ان تفتح الكيس أو تكسر ختمه أو تحرقه أو تمزقه وهي أن فعلت ذلك فهي طالق ؟

ج9 : إن الكيس مملوء بالسكر أو الملح وماعلى المرأه سوى ان تضع الكيس في الماء فيذوب السكر او الملح

فأعجب الخليفة هارون بذكاء الشافعي وقال لله در بني مناف فقد بينت فأحسنت وفسرت فأبلغت وعبرت فأفصحت
فقال الشافعي : أطال الله عمر امير المؤمنين غني سائل هؤلاء سؤالا فإن أجابوا عليه فالحمد لله وإن لم يجيبوا أرجو من الأمير أن يكفيني شرهم فقال الرشيد : لك ذلك فسألهم الإمام الشافعي

السؤال : مات رجل وترك 600 درهم فلم تنل أخته سوى درهم من الميراث فكيف كان الظرف في توزييع التركه ؟؟

فنظر العلماء الحاقدين بعضهم بعضا طويلا ولم يستطيعوا ان يجاوبوا على السؤال فقال الشافعي بعد أن تورط هؤلاء

مات الرجل وله إبنتين وأم وزوجه و12 أخ واختا واحده فأخذت البنتان الثلثين 400 درهم والأم أخذت السدس 100 درهم والزوجه الثمن 75 درهم واخذ الإثنى عشر أخا 24 درهما لكل واحد درهمين فبقي درهم واحد أخذته أخته

فتبسم الرشيد وقال : أكثر الله في أهلي منك وأمر له بألفي درهم فإستلمها الشافعي ووزعها على خدم القصر وحاشيته

قصة طريفة للامام الحسن البصري

قصة طريفة للامام الحسن البصري

كان الامام الحسن البصري بجانب علمه الغزير قوي الحجة شديد الذكاء
وفي يوم من الأيام عرف أن هناك مسجداً يجتمع فيه أهل الشيعة

وعندما دخل المسجد خلع نعليه وأمسك بهما
ووضعها تحت إبطيه وجلس بين القوم يستمع إلي حديثهم

فلما لاحظوا أنه يضع نعليه تحت إبطيه إستغرب أحد الجالسين
وقال له: هلا وضعت نعلك بالخارج ياشيخ حتي لاتتعب نفسك

فنظر إليه الإمام الحسن البصري
و قال له : كلا لن أضعه
فقال له الرجل: لماذا ياشيخ ؟
قال له : لقد سمعت أن أيام الرسول كان الشيعة يسرقون النعال

فنظر إليه الرجال بإستغراب
ثم قال له أحد الجالسين : ماذا تقول ياشيخ وهل كان في زمن الرسول صلي الله عليه وسلم أحداً من الشيعة؟؟

فإبتسم الشيخ الحسن البصري وقام من مجلسه
وقال: الحمد لله الذي أنطقكم بمثل هذا فيما إجتماعكم
إذن اعلي الباطل ومن أين أتيتم بمذهبكم هذا؟؟.. السلام عليكم
... ثم خرج من مجلسهم